الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- حديث آخر: رواه الجماعة - إلا البخاري - عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس أن النبي عليه السلام أشعر بدنة من الجانب الأيمن، وسلت الدم عنها، وزاد فيه الترمذي [عند الترمذي في "باب ما جاء في إشعار البدن" ص 122 - ج 1] قال: وسمعت أبا السائب يقول: كنا عند وكيع، فقال لرجل ممن ينظر في الرأي: أشعر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، ويقول أبو حنيفة: هو مثلة، قال الرجل: فإنه قد روي عن إبراهيم النخعي أنه قال: الإِشعار مثلة، فرأيت وكيعًا غضب غضبًا شديدًا، ثم قال: أقول لك: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وتقول قال إبراهيم؟!، ما أحقك بأن تحبس، ثم لا تخرج حتى تنزع عن قولك هذا، انتهى. وأخرج البخاري، ومسلم عن القاسم عن عائشة، قالت: فتلت قلائد بدن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بيدي، ثم أشعرها، وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت، وأقام بالمدينة، فما حرم عليه شيء كان له حلًا، انتهى. - الحديث الثامن: حديث - النهي عن المثلة، قلت: ليس في كلام المصنف أن الإِشعار منسوخ بحديث النهي عن المثلة، ولكنه قال: إن حديث الإِشعار معارض بحديث النهي عن المثلة، وإذا وقع التعارض، فالترجيح للمحرم، انتهى. وكان جماعة من العلماء تفهموا [في - نسخة الدار - "فهموا" [البجنوري].] عن أبي حنيفة النسخ من ذلك، وكذلك رواه السهيلي في "الروض الأنف"، فقال: النهي عن المثلة كان بإِثر غزوة أحد، وحديث الإِشعار في حجة الوداع، فكيف يكون الناسخ متقدمًا على المنسوخ، انتهى كلامه. وفي النهي عن المثلة أحاديث: منها حديث أنس أخرجه البخاري، ومسلم [عند البخاري في "باب قصة عكل وعرينة" ص 206 - ج 2] عن سعيد عن قتادة عن أنس، فذكر حديث العرنيين، وفي آخره: قال قتادة: وبلغنا أن النبي عليه السلام كان بعد ذلك يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة، وانفرد به مسلم [عند مسلم في "باب حكم المحاربين والمرتدين" ص 58] عن أنس، قال: إنما سمل النبي عليه السلام أعين أولئك، لأنهم سملوا أعين الرعاة.
|